Arab Knights
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Arab Knights

for every body
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عائلة عادية جدا....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abuhakem
مشرف
مشرف
abuhakem


عدد المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

عائلة عادية جدا.... Empty
مُساهمةموضوع: عائلة عادية جدا....   عائلة عادية جدا.... Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 24, 2008 4:11 pm


عائلة عادية جدا....

موضوع كتبه الأخ saaleh في الوعد الحق أنقله هنا في صلوحيات لجماله

وسأقوم بحذفه فور سيطرة الأخ صالح عليه .

أذكر أن جميع المشاركات التالية بقلم saaleh.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abuhakem
مشرف
مشرف
abuhakem


عدد المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

عائلة عادية جدا.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائلة عادية جدا....   عائلة عادية جدا.... Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 24, 2008 4:31 pm

abuhakem كتب:

عائلة عادية جدا....

موضوع كتبه الأخ saaleh في الوعد الحق أنقله هنا في صلوحيات لجماله

وسأقوم بحذفه فور سيطرة الأخ صالح عليه .

أذكر أن جميع المشاركات التالية بقلم saaleh.



إخوتي وأخواتي

السلام عليكم وورحمة الله

ترددت كثيرا قبل أن أفتح موضوعي الجديد فقد مضت أشهر عدة ما وضعت فيها مشاركة ذات قيمة فكيف بموضوع جديد ربما يكون فيه الفشل الذريع بعد أن ابتعدت بي الشقة عن التعبير والأدب والكلمات والجمل فنسيت لغتي أو أكاد وضاعت مني التعبيرات واختبأت خلف الأطنان من جمل غريبة أو مستغربة ومعلومات فوضوية لا ترتيب فيها لعلها أتت من مقبرة للسيارات والآلات التالفة لا يجد فيها الطالب مبتغاه إلا بعد التنقيب والبحث والشد والمد ورفع الأثقال ونقل الحديد..


هل أفتح موضوعي هذا أم لا...

تذكرت أنني خلال الأشهر العديدة الماضية مرت في ذهني أفكار ظننتها حلوة مفيدة ، بل أظنني في إحدى المرات تخيلت موضوعا متكاملا لطيفا بأقسامه وتفاصيله ، حتى أنني قلت لشطر عمري أن تكتب بضع كلمات على ورقة تكون لي عونا لأتذكر الموضوع فأكتبه ،
مرت الأيام ولم أكتب شيئا مما في رأسي القاسي الذي أصبح كصخرة صماء لا تنفرج عنه الأفكار إلا كما يفعل المنقّب عندما يريد أن يستخرج معدنا ذا قيمة من الجلمود الأصم فيطرقه بالمطارق ويفتته ترابا ليصل لبضع حبيبات مما قد يختلط فيه التبر بالتراب ...

حاولت مرارا أن أتذكر ولو واحدا مما مر في ذهني من مواضيع فوجدتني كمن يحاول بعد أيام أن يتذكر حلما ظنّه حقيقة ، تراءى له كحقيقة ثم غاب واختفى كالسراب


هل أكتب موضوعي أم أمتنع...

عدت لأتصفح الموقع منذ بضغة أسابيع ،، وجدت فيه ذكريات حلوة ومرت المشاعر تطرق باب قلبي ، ورأيت البسمة على شفتي كما رأيت الدمعة تنحدر متدحرجة مرات ومرات... ورأيت دقات قلبي ترتفع أمامي لتذكرني بأحلى لحظات أمضيتها مع إخوة أحببتهم رغم أنني ما رأيت منهم إلا الإثنين أو الثلاثة وما سمعت من أصواتهم إلا الخمسة أو الستة..


ثم أتت الابنة الفاضلة سلمى لتقوم بعمل جميل جميل... والأجمل من العمل همّةُ عالية واندفاع وإخلاص نراه وقلما نراه ، نراه عند ابنتنا الفاضلة التي تصرخ فينا لنعود إلى مكان ربما لو بقينا فيه لنلنا الحسنات التي نحن جميعا في أشد الفقر والإفلاس لها...

فتحت منذ أيام موضاعاً قديما للابن الفاضل حسام وضعه في أكثر من منتدى وهو تأملات في كتاب الحياة ، ندمت أشد الندم أنني لم أشاركه فيه ، مع أنني أذكر أنني كنت أتقافز التأملات في كل مرة قرأت فيها شيئا مما كتب لكنني ما أحببت أن أسيء لموضوعه فأشده إلى جهتي .. ورأيتني أعود لتأملات في الحياة...


أأكتب موضوعي أم أنساه... مر الموضوع في ذهني منذ أيام .. رأيت صعبا معقّدا... رأيت أنه أكبر من استطاعتي وأوسع من كلماتي... ترددت ، وأنا الذي سأسافر لسوريا بعد أقل من عشرة أيام .. ثم راودني هاجس الخوف من نسيان الموضوع ، ثم الخوف من ضياع الحسنات ثم الخوف من التخاذل الذي ابتلاني الله به فلم أهزمه إلا بعد أن هزمني مرات ومرات...







أما الموضوع فهو قصة لا علاقة لها بأي قصة... بل لا علاقة لها بعنوانها... لأنها عائلة عادية جدا لكنها ليست عائلة... هي صورة أردت وضعها لأرى فيها نفسي والناس من حولي...

ربما أخرج عن الموضوع لأضع بين الفينة والفينة مقالا متفردا وحيدا... وأتمنى أن تضعوا تأملاتكم فيه فتخرجوا به عن النظم الممل إلى رحب التفكير والتأمل كما تحبون...



هل أكتب موضوعي هذا...

ربما أبدأ به اليوم فأنا في مكتبي حتى منتصف الليل تقريباً وأظنني سأجد من الوقت ما يسمح لي أن أبدأه...

فإن يسر الله لي الوقت وفتح عليّ ما أكتبه فإلى لقاء قريب مع هذا المساء على بركة الله...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abuhakem
مشرف
مشرف
abuhakem


عدد المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

عائلة عادية جدا.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائلة عادية جدا....   عائلة عادية جدا.... Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 24, 2008 5:12 pm

abuhakem كتب:

عائلة عادية جدا....

موضوع كتبه الأخ saaleh في الوعد الحق أنقله هنا في صلوحيات لجماله

وسأقوم بحذفه فور سيطرة الأخ صالح عليه .

أذكر أن جميع المشاركات التالية بقلم saaleh.



ميدان الحصى

أتعرفونه يا إخوتي


هو أحد أهم أحياء دمشق ، حي عريق وأهله أهل الشهامة والرجولة...


سأحدثكم عنه قليلا...

منذ قرون عديدة.. ربما ثمانية قرون أو تسعة.. كانت دمشق في ذلك الزمن كالصبية التي تزهو بزينتها... بقعة هي أجمل بقاع الأرض... مدينة عريقة يتوسطها ذلك المسجد بقبته التي تعلو على البيوت يظنها الناظر من بعيد كجناحي نسر يحط في منتصف الشام.. قد أحاط بها السور القديم وقلعة تحميها من جهتها الغربية .. قد ارتفعت المآذن في حاراتها وبين قراها وامتدت البيوت على سفح جبلها محيطة بقبور الصالحين من بني قدامة...

وأحاط بها كسوار المعصم حزام أخضر بديع ممتد... قد ازدادت أراضيه وامتدت حتى ابتعدت لتصل قرى الغوطة البعيدة..قطنا والمعضمية ، بساتين ودوحات وأنهار وجنان تخلب الألباب وتمتلك القلوب...
في ذلك الزمن عاش أهل دمشق حياتهم بين المساجد والجهاد وبين العمل والنزهة... وكان متنزههم للغرب على الربوة بين قرية المزة والنيربين ثم للهامة وقدسيا .. وللشمال إلى التل ونبع منين .. ثم للشرق إلى دوما وحرستا وعند الجنوب نجد باب المصلى الذي يمتد أمامه سهل المصلى يبدأ عند هذا السهل طريق الجنوب... طريق حوران والحج...

عند هذا الباب كان ميدان الحصى ...

هو ميدان الخيل والسباق... ميدان الفروسية والرجال... ميدان طويل ممتد لبضعة أكيال ، عرضه يتجاوز الستين ذراعا... يخرج إليه أهل دمشق يرقبون سباق الخيل وتباهي الفرسان...

عند ميدان الحصى وُلد حي الميدان.. عنده بدأت بعض العائلات تستقر وتبني البيت تلو البيت والمسجد والملعب حتى أضحى الميدان حيا عريقا جنوب دمشق كالصالحية على سفح جبلها ... يمتد جنوبا فيحرس بوابة دمشق ومدخلها ،، وصار رجاله زعماء الشام و قبضاياته ، تزهو بهم المدينة كما تزهو بأهل الشاغور والقيمرية والقنوات وسوق ساروجة ... وكم تنازع رجال هذه الأحياء على زعامة المدينة وكم من مرة ازداد الخلاف حتى سالت منه الدماء إلا أن يتوسط الكبار والحكماء فيضعون حدا لطيش الشباب وتهور الاندفاع..

حي الميدان ...
طغت المنازل على ميدان الحصى حتى لم يبق منه إلا طريق ضيق لبضعة أمتار... وتشعبت الحارات والدخلات فيه وصارت العائلات معروفة في الميدان مستقرة في منازلها ...
وكان منهم الرجال الذين شاركوا في الأحداث والملمات الجسام...

حي الميدان...
إن وصلتم اليوم لدمشق ونزلتم في مطارها الذي يبعد بضعة وثلاثين كيلا وسارت بكم السيارة حتى حدود دمشق فدخلتم المحلق الجنوبي ستجدونه طريقا عريضا جدا يمر في تلك البقعة تحيداً في منتصف حي الميان القديم فيقسمه نصفين

في الطرف البعيد من الميدان وعند مخرجه باتجاه قرية القدم نجد ساحة واسعة هي ساحة محمد الأشمر...

عهدي بها قديم ، فأنا لم أمر بها منذ سبعة وعشرين عاما... ، آخر عهدي بها درسي الأسبوعي عند الشيخ أحمد الجباوي الذي كان يقرأ علينا في مسجد قريب منها كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري


أما محمد الأشمر فهو المجاهد السوري الشجاع البطل... رجل بألف رجل.. مؤمن زاهد تقي ورع ، درس الحديث والفقه وتعلم الدين وارتاد المساجد ..

كان زعيم الشام ورجل الثورة قاد ثوار الغوطة ... معارك خاضها ربما أحلاها معركة الميدان حين وقف بمئة رجل من رفاقه يمنع دخول الفرنسيين إلى حي الميدان يصد دباباتهم ويدحر جنودهم .. ثم لم يدع ساحة للجهاد إلا كان فيها .. من الغوطة إلى الجنوب إلى فلسطين حيث قاتل مع القسام حتى انتهت الثورة ...

عاش الأشمر بعد الاستقلال في حي الميدان رغم أنه ساح خلال حياته بين القرى والمدن ، كان شجاعا لا يهتز له جفن أمام الملمات الخطوب... كان يسير بين القنابل وأزيز الرصاص لا يأبه لموت أو خطر... ولا يبحث عن سمعة ولا شهرة بل يكاد لا يسمع به أحد...



أما لماذا ذكرت كل هذا في مقالتي فلسببين..

الأول أن أحداث قصتنا تدور في الميدان... في آخر الميدان غير بعيد عن ساحة الأشمر ...

أما الثاني فلأنني أحب الشام وأحب الميدان وأحب الأشمر ... أحب هذا الرجل الذي مات قبل مولدي بعامين...
سمعت عنه مرتين في حياتي..

الأولى عندما ذكره لي صديق حبيب هو الدكتور مازن الزناتي لأن جدة مازن لأمه هي أخت الشيخ الأشمر الصغرى... حدثني مازن عن جدته وعن أخيها الأشمر وحياته في دمشق..

والثانية عندما ذكره لي مؤذن مسجد الدقاق في الميدان ، وكنا في أيام صعبة ... ذكره لي ليذكرني شجاعة المؤمنين وصبرهم ، فقد جالسه وسمع منه ، ذكر لي أنه في إحدى المرات حصل انفجار كبير في أحد أطراف الميدان ... انفجار سببه الإهمال من بعض العمال..وكان الأشمر جالسا جلسته المعهودة وعنده أكثر من عشرين رجلا منهم ذلك الأخ الأكبر ... قال لي أن الانفجار أصم الآذان واهتزت له الجدران تكسرت له بعض النوافذ ثم سقطت قطع كبيرة من الحجارة في الفناء..

فزع الجميع وانتفضوا واقفين إلا الأشمر... أقسم لي أنه نظر للأشمر وكان جالسا لم يهتز له جفن بل نادى الناس من حوله مستنكرا فزعهم وطالبا منهم الهدوء والثبات ... وكيف بالأشمر أن يخاف وقد حاصرته القوات الفرنسية في داعل في حوران وأرسلت الطائرات تقصف القرية فما كان منه إلا أن امتطى حصانه وخرج كاسرا للطوق مواجها القوات حتى عبر اليرموك لم تصبه قذيفة ولم تصل إليه رصاصة...

أما حبي للميدان فلأسباب وأسباب... ربما أذكر بعضها يوما... لكنكم إن زرتم الشام وتعرفتم على أهل الميدان فستعرفون السبب...

وإذا عرفتم السبب... بطُل العجب.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abuhakem
مشرف
مشرف
abuhakem


عدد المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

عائلة عادية جدا.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائلة عادية جدا....   عائلة عادية جدا.... Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 24, 2008 5:17 pm

abuhakem كتب:

عائلة عادية جدا....

موضوع كتبه الأخ saaleh في الوعد الحق أنقله هنا في صلوحيات لجماله

وسأقوم بحذفه فور سيطرة الأخ صالح عليه .

أذكر أن جميع المشاركات التالية بقلم saaleh.


أهلا بك يا ابنتي الفاضلة سلمى...

بارك الله بكل عمل تقومين به وجعله خالصا ثمينا ثقيلا في ميزان حسناتك..

لم أذهب للقاهرة حتى الآن وهي محطتي القادمة إن يسر الله وزاد في العمر.. لكنني أظنني قادرا على وصفها ، فأنا أحبها كحبي للشام... أحب فيها النيل والنخيل والماء والسماء... أحب أبراجها وترابها ومآذنها وقبابها...

أحب زهورها وأزهرها وشيوخها ومشايخها...

أحب فيها كلمات الأفغاني وكتابات الرافعي و عبرات المنفلوطي و روائع العقاد...

أحب فيها نفحات الأدب في مقالات الزيات و التجوال في ربوع الأبيات التي بناها شوقي و إبراهيم وأحب أكثر ما أحب فيها تلك الأرواح الشفافة التي لامستها بين سطور حبيبة رقيقة عشت فيها ظلالاً في الظلال...


الشام يا ابنتي الفاضلة توأم القاهرة وإن كانت تسبقها مولدا بعشرات القرون.. لكن القاهرة نضجت منذ مولدها فكانت صنو الشام تعلو عليها حينا وتتراجع عنها حينا لكأنهما فرسي سباق يتزاحم منكبيهما حتى كادتا تكونان فرساً واحدة..


قصتنا في الشام... ولإن ذكرت الشام ووصفتها كما كانت منذ ثمانية قرون فقصتنا في شامٍ ثانية بدلتها السنون .. قصة تبدأ في أوائل القرن الماضي ولم تنته حتى الآن...


قصتنا في دمشق التي بقيت تصارع القهر والقحط وتبحث لنفسها عن منفذ مع أواخر عهد تراجع وتهاوى فهوت معه كل بلاد الإسلام

تبدأ قصتنا في سنة بغيضة هي سنة 1917 .. ألم تسمعوا بقصة ( السفر برلك)... تلك الحرب المقيتة ومعركة شناقي قلعة... وذلك الرجل المجرم الذي قاد الحرب في الترعة ليستنزف آخر حركة وتتلاشى معه أواخر نثرات القوة التي هزت عروش الكفر يوما... حتى تلفظ دولة الخلافة مع السفر برلك آخر أنفاسها وتزول معها قرون أربعة بدأتها الشام عروسا لتنتهي بها عجوزا تحاول أن تقف على قدميها حتى لو استندت على الجدران..

نبدؤها إذن بقصة السفر برلك لنعرف عندها من هو بطلنا وكيف سارت معه الأيام...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abuhakem
مشرف
مشرف
abuhakem


عدد المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

عائلة عادية جدا.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائلة عادية جدا....   عائلة عادية جدا.... Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 24, 2008 5:24 pm

abuhakem كتب:

عائلة عادية جدا....

موضوع كتبه الأخ saaleh في الوعد الحق أنقله هنا في صلوحيات لجماله

وسأقوم بحذفه فور سيطرة الأخ صالح عليه .

أذكر أن جميع المشاركات التالية بقلم saaleh.


أعود لكم ...

لماذا اختار صلاح الدين يوسف بن أيوب الشام عاصمة لملكه...

أعترف أنني لم أطرح السؤال على نفسي قبل اليوم...

صلاح الدين يوسف... رجل مؤمن مجاهد قائد عالم ورع شجاع...


نشأ في بيت االإمارة وترعرع على العلم والتقوى وعلى أنواع الفروسية ومصاحبة السيوف...

رجل بسيط لم يطلب مُلْكاً ولم يبحث عن شهرة... وجد نفسه وقد أطبقت عليه مصيدة القيادة يوما بعد يوم... كان يمشي لقدره الذي كتبه الله له دون إرادة أو تخطيط... كان يحمل هماً واحداً... هم الحفاظ على بلاد الإسلام والالتزام بواجبه وتنفيذ مهمته على خير وجه...


وُلد في لحظات صعبة... بل ربما كان مولده خير دليل على تدبير الله في قدره وأمره... وُلد في ليلة شديدة البرد وفي لحظات كانت أشد اللحظات على والديه لأنها كانت ليلة خروجهم من قلعة تكريت هربا من بطش واليها الذي الغاضب على أيوب بن شاذي الذي كان عاملا له فيها .. خرج أيوب من قلعة تكريت هاربا بأهله وزوجته وهي في المخاض... وما لبثت أن ولدت ذلك الطفل الذي سيغدو قمة شامخة من قمم التاريخ.. ولدته وكاد يموت... ثم كتب الله له الحياة...

تنقلت به الإقامة صغيرا بين حلب ودمشق وبعلبك حيث كان أبوه يحمل المهام التي أسندها إليه زنكي ومن بعد ولده نور الدين محمود...


لكن يوسف الشجاع كان دوما يدا يمنى لنور الدين وساعداً قويا لوالده نجم الدين أيوب


ما الذي حدا به للاستقرار في دمشق... ففقد كانت مهمته الكبرى في قاهرة المعز... استطاع فيها هذا العبقري الفذ .. هذا القائد الألمعي .. أن يُبطل كل مؤامرات الصليبيين مع وزير الخليفة الفاطمي وأن يدحرهم في دمياط والاسماعيلية وأن يمنع حملتهم من التقدم في أرض الكنانة... بل قام بعمل لم يقم به قبله أحد.. وهو إنشاء جهاز استخبارات عميق الأثر تغلغل بين مجموعات المتآمرين على السلطنة حتى أحبط مرة بعد مرة تلك المحاولات التي قام بها بعض الخونة لاغتياله والعودة للتآمر مع الصليبيين...

ما الذي دفعه ليترك القاهرة وقد علا شأنه وارتفع بها وأحبه أهلها وأحاطوا به وأيدوه... بل فيها خلع عليه الخليفة الفاطمي لقب الملك ناصر الدولة واستوزره حتى صار المتحكم في كل شيء... وفيها أبطل تلك الدولة الهجينة التي شقت رقعة الإسلام فأنهى عهد الفاطميين الإسماعيليين وعاد فوحد البلاد ولم شمل الشام و مصر والفرات والنيل...

هناك في القاهرة تربع الناصر صلاح الدين أيوب بن شادي وثبت أركان دولته ووضع أسسها التي قامت على توحيد الصفوف ونبذ الخلاف والإخلاص وتقوى الله والجهاد ضد الصلبيين حتى آخر معقل لهم أو رجل منهم..

لكنه عاد للشام وفيها جيش الجيوش لدحر بالدوين وأرنولد في حطين... ومنها سار ليفتح أرضا طاهرة مشت عليها الأنبياء وصلى فيها الحبيب إماما في ليلة ما مرت ليلة تماثلها قبلاً ولا بعداً..

مات صلاح الدين وبكاه الناس وضمت أرض الشام خلف الجدار الشمالي للأموي جسد المجاهد قبرا بسيطا يزوره الناس منذ تسع قرون

زرت هذا القبر مرات... وفي كل مرة دخلت هذه الحجرة الصغيرة كنت أحس تاريخا عظيما واندفاعا وإخلاصا يتردد بين الجدران... كأن روح الرجل التي ذهبت لبارئها تركت كل ما عاشت له في تلك الأرض عل بعضهم يأخذ منها شيئا فتحمل عزة أو كرامة أو تستعيد أرضا مغتصبة أو حرية مفقودة...


صلاح الدين... منعطف في التاريخ... عاد بالطريق إلى أصوله وصحح الهدف بعد أن انحرف فصار يضرب بعيدا فيهدر الجهد والمال والنفوس... عاد بالناس إلى غاية حياتهم... إلى جهاد في سبيل الله وإخلاص وتقوى..


لماذا عاد للشام... ربما لأنها الأقرب للجهاد وقتال الصليبيين... أم لعله أحبها وتعلق قلبه بها فما عاد يطيق الفراق... يجد نفسه ميمما شطرها كلما ابتعد...

لعله مثلي عاشق للشام حبيب من أحبتها يهيم بجدران بيوتها وورودها وزهر الياسمين......



وكما قلت لكم ... فقصتي هذه ليست قصة... هي مشوار نمشيه ... نعيش فيه بعض الأحداث ... وننظر فيه حولنا لنرى الآفاق والتاريخ ونتملى بالقصص واللوحات فنعتبر ونتعظ أو لنسعد نفوسنا وأرواحنا فنبدأ بشكر الله وننتهي بتسبيح الله...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عائلة عادية جدا....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Arab Knights :: صلوحيات-
انتقل الى: