هل هذا صحيح
هل أستطيع أن أضع ما أريد هنا وأعرضه للبيع
عندما رأيت العنوان وجدت عيني تتعلق به... ووجدت في تفكيري البضائع تتوالى و رأيت صورها واحدة تلو الأخرى تعرض في ذهني الأشكال وذكرياتي الكثيرة مع كل عرض...
وجدت بضاعتي التي أحب أن أبيعها...
ووجدتني على عكس ما ظننت، أتمنى أن أتخلص من الكثير الكثير...
وجدت تعلقي بأغراضي كذبة كبرى لا حقيقة لها ولا أصل...
رحت أبحث بين بضاعتي عما أريد بيعه... وهذه فرصة ربما لا تكرر .. فالإعلان هنا مجاني وربما أجد من يشتري فأربح..
وماذا أبيع...
وأين أجد بين أكوام ما أملك شيئا أبيعه فيُربحني... أي حمل سأضعه عن كتفي أستعيض به ثمنا ربما ألقاه كنزا في يوم لا تنفع فيه البضائع...
بحثت ووجدت الكثير ، لكنني بقيت غير راض... أمر يقلقني أظن أنني نسيته ...لازال في الأكوام شيء أشعر به ولا أستطيع تحديد كنهه يجب أن يأتي للبيع أول البضائع.. فتشت في ذهني و تحيرت ثم وقفت أذرع الغرفة جيئة وذهابا... نظرت لنفسي في المرآة فرأيته... رأيت ما أريد بيعه... ولم يحجبه عني إلا أنه أقرب الأمور مني... بل هو يلتصق بي حتى لم أعد أشعر بالتصاقه... وما هو في الحقيقة إلا أكبر جدار يفصلني عن الناس ويفصل الناس عني... بل ربما هو الجدار الذي عليّ أن أزيله قبل كل الحواجز لأجد طريقي للجنة...
نظرت فرأيته... قناعي البغيض... وجها ليس بوجهي وملامحا ليست لي... رسمتها بمهارة وزورتها ببراعة... حتى كادت تخدع أقرب الناس مني... بل لربما خدعتني قبل كل الناس...
رأيت قناعي ملتصقا بوجهي...
كم اعتنيت به وتأكدت من خفائه... وكم أعدت رسمه وتيقنت من إتقانه... قناع أضعه فيخفي ما خلفه تماما... فلا يعلم الحقيقة وراءه إلا خالق الناس...
رأيتني فرأيت قناعي ورأيت حقيقة نفسي خلفه ... رأيت تلك البضاعة التي سأبيعها...
من يشتري مني القناع...
بأي سعر خذوه... بل خذوه دون ثمن... ولربما أعطي فوقه ما أملك... وربما لا أجد في كل ما أملك شيئا أعطيه لمن يقبل أخذ هذا القناع...
جميل قناعي... جمال أبليس الذي أخفى فيه تكبره... وجمال النار التي تقترب منها الفراشة... وجمال الثلج الذي يبتلع البائس الفقير في ليالي الشتاء من كانون وجمال العاهرة التي تخفي في عروقها سموم الخبث والأمراض وخلف مساحيقها قذارة الروح والأخلاق.....
من يشتري مني القناع... بل من يشتري الأقنعه... فهي كثيرة أتقنتها وأتقنت وضعها ...
لكل مكان قناع ولكل مجلس ملامح ولكل زمن لون... ما أكثرها... لا أكاد أجد لها عددا...
هل أتخلص منها يوما أم ستبقى ملتصقة تخنقني وتضع بيني وبين الناس الحجب وتزيدني ابتعادا عن النعيم لحظة بعد لحظة واقترابا من الجحيم يوما بعد يوم.........